Saturday, April 28, 2012

مراحل حياة الكناري

مراحل حياة الكناري

تتكون دورة حياة الكناري السنوية من أربعة مراحل، ويجب على الهاوي أن يكون على دراية كاملة بها قبل أن يفكر في لإقتناء هذا الطائر. سنفترض في حديثنا عن مراحل حياة الكناري وعن الامور الأخرى التي تخص دورة حياته أننا في الكويت على وجه الخصوص أو في إحدى دول الخليج العربي عموما، حيث أن دورة الحياة هذه ترتبط مباشرة بمواسم السنة المختلفة.
المراحل الأربعة في دورة حياة الكناري السنوية هي:
1-    مرحلة طرح الريش، وهي مرحلة تبدأ مع نهاية شهر (6) يونيو وبداية شهر (7) يوليو بعد أن تنتهي طيور الكناري من التزاوج والإنتاج. وتستمر هذه المرحلة لفترة مابين 6 إلى 8 أسابيع، أي حتى منتصف أو أواخر شهر (8) أغسطس وذلك تبعا لنوع الطائر، حيث أن بعض الأنواع تطول عندها فترة طرح الريش نظرا لحجمها  أو كثرة ريشها.
يتعرض الكناري في بعض الأحيان إلى ظاهرة طرح الريش المبكر وبصفة متكررة وربما مستمرة مما يفقد الطائر ذلك البريق الذي يبهر الناظر, وماذلك إلا نتيجة لسببين، ألا وهما عدم انتظام الإضاءة أوالحرارة في محيطه المعيشي، أما لعدم خبرة المربي من هذه الناحية وأما لوجود الكناري في صالة المعيشة الرئيسية للعائلة مثلا، حيث تكون أوقات الإضاءة غير منتظمة وتخضع لإحتياج المربي وأسرته لإستعمال المكان وهذا ما حدث لطيوري في بداياتي مع الهواية، قبل أن انتبه لهذه الناحيه وأجهز لهم غرفة خاصة منفصلة ومكيفة، تخضع لنظام إضاءة مدروس وبواسطة مؤقت يتم تغيير ظبطه حسب الموسم أو المرحلة.

يحتاج الكناري إلى بيئة مستقرة وثابتة نوعا ما، وتبديل الريش يمثل عاملا هاما في حياة الكناري وطرح الريش غير المنتظم يدل على إختلال في دورة حياة الطائر. وقد اقتضت قدرة الخالق سبحانه وتعالى أن تتم دورة تبديل الريش في أنسب الظروف وبمجرد تدخل الإنسان بشكل سلبي في هذه الدورة فإنه لابد وأن يحدث ذلك إختلالا في جانب من جوانب من هذه الدورة.

توفر الطبيعة وبقدرة من الخالق عز وجل كل مايحتاجه الكناري من دفئ وأمطار ورطوبة وفترات ضوئية تتزايد وتتناقص حسب نظام رباني متزن، هذا بالإضافة إلى إمدادات لامتناهية من الغذاء مما يساعد الطائر على بناء جسم صحي ويكوّن له إحتياطي مناسب وجاهز بالإضافة إلى نظام هرمونات متوازن ومتأهب لمواجهة مايحتاجه الطائر في مرحلة طرح أو تبديل الريش والتي يبدأ العد التنازلي لبدئها مع بدايات الربيع والذي غالبا مايكون بعد موسم التفريخ أو الإنتاج لمعظم الطيور.

وأود هنا أن أتعرض لبعض النصائح المهمة للطائر في مرحلة طرح وتبديل الريش، وهي:

الحرارة والضوء

في طرح الريش الطبيعي, لايطرح الكناري جميع الريش في أي منطقة من جسمه دفعة واحدة ولكن في نفس الوقت تكون كثافة الريش في جميع أجزاء جسمه قليلة مما قد يعرض الطائر للبرودة في حالة هبوط درجة الحرارة ولذلك يجب الحرص على عدم تعريض الكناري لهبوط حاد في درجة الحرارة وبالأخص بصورة مفاجأه، شخصيا لا أفضل حرراة أقل من 22 درجة مئوية. وكذلك الحال بالنسبة للإضائة فإن الطائر يحتاج الى ساعات من الظلمة للنوم والراحة لاتقل عن 9 ساعات في أي حال من الأحوال. ولذلك فإنه من الأفضل, وكما فعلت، أن يتم تزويد نظام الإضاءة بمؤقت أو منظم يتحكم في أوقات التشغيل والإيقاف وكذلك الحال بالنسبة لجهاز التكييف، هذا بالإضافة إلى ضبط الثيرموستات على الحراراة المناسبة.

الأمان

للغريزة دور كبير في هذة المرحلة فهي تحفّز الكناري إالى اللجوء إلى الهدوء وطلب محاولة التخفي بعيدا عن الأنظار قدر المستطاع، وذلك طبعا في الطبيعة ولكن في الأسر فإنه من واجبنا نحن البشر توفير هذا الشي له بالإبتعاد قدر الإمكان عنه لإعطائه الشعور بالأمان، وأفضل طريقة إلى ذلك هي تخصيص غرفة مستقلة لتربية الكناري. وهذا الشعور بعدم الأمان ماهو إلا لشعور الطائر بضعفه بعد أن فقد الكثير من ريشه مما يحد من قدرته على الطيران للهروب عند مهاجمته من قبل أعدائه. ويزيد نمو الريش الجديد ضعفا آخر للكناري حيث أنه يستهلك الكثير من طاقته فإنه من المجهد حقا طرح وتبديل مايزيد على 2000 ريشة. لهذا السبب فإنه من الممكن توفير جزء صغير مغطى في القفص يسمح للكناري اللجوء له للشعور بالأمان، ويمكن التغلب على هذه المشكلة ببساطة وذلك بوضع الأقفاص على أرفف فوق بعضها البعض.

التهذيب

بمجرد بدأ موسم طرح الريش يبدأ الكناري بالإحساس بالقلق على شكل ريشه فعندما تبدأ الريشة بالسقوط يقوم الكناري بإزالتها ويتهيئ للعناية بالريشة الجديدة وتهذيبها. كل ريشة جديدة تنبت وعليها طبقة من الكيراتين وهو غشاء شفاف أشبه بغطاء المظلة، فالمظلة لايمكن يمكن فتحها إلا بعد إزالة الغطاء، وكذلك يفعل الكناري، فيقوم بإزالة طبقة الكيراتين بمنقاره كلما كبرت الريشة وبدأت بالإنفراد ولكن تبقى الريشة متلفلفة فترى الكناري في هذه المرحلة يصفف ويهذب الريش الجديد بشكل متواصل كي يعيده إلى شكله الأصلي الجميل.

ومع نمو المئات من الريش ومواصلة الكناري تهذيبها بصفة مستمرة, تتجمع رقائق بيضاء صغيرة وكثيرة في قاع القفص مما قد يسبب القلق للهاوي الجديد عل طيوره وخصوصا عندما يرى طيوره تتحكك باستمرار فيظن أن في الأمر سوء وأن الطائر يعاني من حكة في الجلد، ولكن الواقع أن هذه الرقائق ماهي إلا طبقة الكيراتين التي قام الكناري بإزالتها لكي ينمو ريشه بالشكل الصحيح.

الغذاء المتوازن

نظرا لما يفقده الكناري من بروتينات وكالسيوم ومواد أخرى خلال مرحلة طرح وتبديل الريش فإنه بحاجة إلى نظام غذائي يعوضه عما فقد ولذلك يجب الحرص على أن يحتوي نظامه الغذائي في هذه الفترة على مايكفيه من البروتينات والفيتامينات والكالسيوم والأملاح الأخرى حتى يستطيع أن يبني نظام الريش بصورة صحيحة.

الحمّام المائي

من الضروري تقديم الحمّام المائي للكناري في هذه المرحلة وذلك مرتين إلى ثلاث مرات في الإسبوع على الأقل وذلك لكي يقوم الكناري بتنظيف جلده وريشه من بقايا طبقة الكيراتين ويساعد كذلك على تبريد جسمه من آثار الحك المستمر.  ويجب أن يكون ماء الحمّام دافئ أو فاتر لعدم تعريض الطائر لدرجة حرارة قد تؤذيه، سواء كانت عالية أو منخفضة جدا.
2-    مرحلة الراحة، وتبدأ من منتصف أو أواخر شهر (8) أغسطس وتستمر لفترة تصل من أربعة أشهر إلى أربعة أشهر ونصف الشهر، أي حتى آخر السنة. في هذه المرحلة وكما توحي كلمة "الراحة" يحتاج الكناري إلى كل متطلبات الراحة، ومن أهمها الهدوء وعدم تعرضه للإزعاج سواء من قبل الهاوي أو من الطيور الأخرى، ولذلك فإنه من المفضل أن يتم وضع الكناري في مطير واسع وبعيدا عن الجنس الآخر بالإضافة إلى إخضاعه لنظام غذائي متوازن يعمل على تعويضه الطاقة التي فقدها خلال فترة طرح الريش وقبلها فترة التزاوج. وسنتعرض للنظام الغذائي بشيء من التفصيل لاحقا في هذا الكتاب.
3-    مرحلة التجهيز، وتعد هذه المراحل من أهم المراحل في حياة الكناري للهاوي الذي يخطط للإنتاج من طيوره. تستغرق مرحلة التجهيز مدة أربعة أسابيع (شهر)، تبدأ مع بداية السنة وتستمر حتى نهاية شهر (1) يناير. يتم خلال هذه المرحلة رفع درجة الجاهزية لدى الذكور والإناث للوصول بهم إلى درجة مناسبة من الجهوزية الجنسية. ويجب التركيز على أمور عدة في هذه المرحلة، من أهمها رفع مستوى فيتامين E في جسم الطائر، مع الحرص على توفر عنصر "السيلينيوم" مع الفيتامين حتى يتمكن جسم الطائر من إمتصاص هذا الفيتامين. من ناحية أخرى يجب تغذية الطائر وبالأخص الإناث بالكالسيوم وفيتامين D وذلك لضمان تكون بيوض ذات قشرة تتمتع بصلابة مناسبة وتحاشي إنتاج بيض بدون قشرة. هذا بالإضافة إلى العناصر الغذائية الأخرى التي سنأتي على ذكرها لاحقا عند التعرض لموضوع التغذية.
كتلة البيضة تعادل 25% من كتلة جسم أنثى الكناري ولذلك تحتاج الأنثى في فترة التجهيز للتزاوج الى الكثير من الكالسيوم لتكوين قشرة البيض، هذا بالإضافة إلى البيض المسلوق الذي يقدم للكناري مع القشرة، فبالإضافة إلى كون قشرته مصدرا للكالسيوم فإنها مصدر أساسي للبروتين اللازم لتكوين البيض لدى الأنثى.
والفيتامينات أيضا لها دور كبير في فترة التجهيز للتزاوج وهذه تقدم للكناري إما برشها على الخضراوات والفواكه عند تقديمها أو مذابة في ماء الشرب، وانا شخصيا أفضل الفيتامينات التي تأتي على شكل بودره حيث يسهل إذابتها في الماء أو رشها على الأكل.
4-    مرحلة التزاوج، وهي المرحلة التي ينتظرها المربي كل عام والتي يتوقع أن يجني خلالها عددا من الفراخ، يعزز بها عدد الطيور التي يحتفظ بها، بالإضافة إلى عددا آخر يقوم ببيعه لسد نفقات التربية، مع ربح قليل بطبيعة الحال.
تبدأ هذه المرحلة بمجرد الإنتهاء من مرحلة التجهيز مع بداية شهر (2) فبراير ولمدة خمسة أشهر، حيث تنتهي مع نهاية شهر (6) يوليو، ومن ثم تتكرر الدورة السنوية لمراحل حياة الكناري بدخوله مرة أخرى في مرحلة طرح الريش.
خلال مرحلة التزواج قد يتمكن الهاوي من إنتاج 3 إلى 4 بطون بمعدل من 3 إلى خمس بيضات في كل بطن، مما يعني أنه من الممكن إنتاج مابين 9 إلى 15 فرخ من الزوج الواحد، وهذا طبعا بتوفيق من الله سبحانه ومن ثم بالعناية الصحيحة بالطيور.

1 comment:

adam said...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ألف شكر لكم سعادة دكتور على هذا المحتوى الرائع الذي بكل صراحة استفدتُ منه كثيرا
لدي طلب وحيد فقط مِن حضرتكم.
هل تسمحون باقتباس و إعادة نشر المحتوى بعد التعديل عليه ليصبح مخالف تماما لِما هو على مدونتكم جزاكم الله كل الخير.
لأنني لا أحب أخذ محتوى و أنسبه لنفسي
سوف أحاول أن آخذ فقط المعلومات و أعيد صياغتها بأسلوبي الخاص، هذا بعد إذنكم بطبيعة الحال.
و في حالة نشر المعلومات كما هي، فإنني سوف أضع إسمكم كمرجع للمحتوى.
في انتظار جوابكم، تقبلوا كل التقدير و الاحترام.