الإضاءة

الإضاءة

 

 

الإضاءة في حياة الكناري كسائر الطيور تعتبر من أهم العوامل في دورة حياته، ولكن الكناري يمتاز بحساسية عالية تجاه هذا العنصر، فهو العنصر الأساسي الذي يتحكم في مواقيت المراحل الأربعة من دورة حياته. والقاعدة التي يجب على الهاوي أن يضعها نصب عينيه أنه كلما تناقص عدد ساعات الإضاءة خلال اليوم كلما قل نشاط طائر الكناري، كما في مرحلة طرح الريش ومرحلة الراحة التي تليها مباشرة، وكلما تزايد عدد ساعات الأضاءة اليومية كلما إزداد نشاط الكناري كما في مرحلتي التجهيز والتزاوج.

 

ليس هناك إختلاف على نوعية الإضاءة اللأفضل للكناري, فكلنا يعلم أن ضوء الشمس سيكون طبعا هو الإختيار الأول. ولم لا؟ فالطيور ومنذ الأزل تعرضت إلى ضوء الشمس في حياتها اليومية، ولكن لايتم الحكم على الكناري في المسابقات تحت ضوء الشمس وخصوصا كناري الصوت وفي الحقيقة فإن الغالبية العظمى من طيور الكناري لم ترى الشمس طوال حياتها.

 

يظن معظم المربين الذين حباهم الله بإمكانية تربية طيورهم في غرف مستقلة لها شبابيك زجاجية أن طيورهم تحصل على كفايتها من ضوء الشمس ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما. فالزجاج وللأسف الشديد يحجب الجزء الأكبر من الأشعة فوق البنفسجية Ultra Violet وبذلك فهذه النوافذ الزجاجية هي في الحقيقة تحرم الطائر من أغلب هذه الأشعة الضرورية للمحافظة على صحة الكناري فهي تقوم بحجب جزء كبير من هذه الأشعة.

 

على حد معلوماتي المتواضعة فإنه ليس هنالك دراسة مقارنة بين الإضاءة الإصطناعية والإضاءة الطبيعية، أي ضوء الشمس لمعرفة مدي تأثيرها على حياة الكناري. وهناك نوعية من مصابيح الإضاءة تصنع خصيصا للإستعمال في أماكن تربية الطيور وهي تعطي الأشعة الفوق بنفسجية، ولكنها ومع الأسف الشديد غير متوفرة بسهولة في الكويت.

 

أما بالنسبة لي شخصيا فأنا أستعمل لمبات توفير الطاقة البيضاء وهي تعطي إضاءة شبه طبيعية، هذا بالإضافة إلى أشعة الشمس التي تدخل غرفة طيوري مع شروق الشمس من خلال النافذة، والتي أتمنى ألا تحجب هذه الأشعة الضرورية بشكل كامل.

 

بالإضافة إلى نوعية الإضاءة، فإن كمية الإضاءة تعد العامل الأساسي الثاني في هذا الصدد، ولذلك فيجب أن نحرص على أن نوفر الكمية الصحيحة من الإضاءة لطيورنا، حيث أن المبالغة أو الإقلال منها سيعود بآثار سلبية على الطيور. وبعد البحث المستفيض عن مستوى الإضاءة المثالية للكناري والذي كلفني الكثير من الوقت توصلت في دراستي لهذا الجانب إلى ماكنت أصبو إليه. ماتوصلت إليه هو أن الكناري يحتاج إلى مابين 600 إلى 1000 فوت كاندل (foot candle)  من الإضاءة. وإذا ما أخذنا المتوسط فإن 800 فوت كاندل أي ما يعادل 12.61 وات لكل متر مربع هو الأكثر ملائمة في رأيي، وبإجراء عملية حسابية بسيطة فإن غرفة مقاساتها 5 متر × 5 متر ستكون بحاجة إلى 315 وات من الإضاءة.

 

تنظيم الإضاءة

 

 

وهنا نتحدث عن الإضاءة بفرض تربية الكناري في الداخل، كما هو الحال في الكويت وكذلك معظم مناطق دول الخليج العربي. في هذه الحالة فإن المربي هو الذي يتحكم في دورة حياة الكناري وليس النظام الطبيعي، ولكن هذا لايعني أن نعمل حسب أهوائنا، ولكن المطلوب هو أن نحاكي الطبيعة، ولو أننا لن نصل إلى معشار ماقدره الله سبحانه وتعالى لخلقه.

 

قرأت كثيرا وبحثت أكثر في أمور الإضاءة اللازمة للكناري من حيث النوعية وشدة الإضاءة ووضعها في غرفة التربية ولكني كنت دائما أركز على توقيت الإضاءة اليومية على المراحل التي يمر بها الكناري طوال العام. وما توصلت إليه في نهاية المطاف، أن الكل متفق على مدى تأثير الإضاءة في حياة الكناري وأنها تكاد تكون العامل الاساسي في تربية هذا الطائر، وخصوصا إذا تناولنا مرحلة طرح الريش والتزاوج. فالكل متفق أنه كلما إزدادت عدد ساعات الإضاءة اليومية كلما إزدادت الجاهزية الجنسية لدى الكناري وكلما قلت فترة الإضاءة كلما إتجه الطائر نحو مرحلة طرح الريش وقل نشاطه ومن ثم خلد للراحة.

 

ولكن الأمر الذي لم يتفق عليه الجميع هو كيفية جدولة ساعات الإضاءة اليومية من حيث وقت البدء ووقت الإنتهاء. هناك ثلاثة طرق للتعامل مع جداول الإضاءة السنوية للكناري :

1-    تثبيت وقت البدء في الصباح وجعل التغيير في وقت إطفاء الأنوار

2-    تثبيت وقت إطفاء الأنوار وجعل التغيير في وقت البدء في الصباح

3-    العمل على التغيير من الجانبين، في الصباح والمساء

وقد إخترت لطيوري الطريق الثالث، وخصوصا بعد أن تمكنت من الحصول على جهاز تنظيم الإضاءة ومحاكاة الطبيعة والذي سهل علي برمجة الوقت بالدقائق، بالإضافة إلى تمثيل عمليتي الشروق والغروب.

وللوصول إلى نظام يريح الطائر، فلا يتسبب له في الإرهاق والإنهاك جراء عدم الإنتظام والتسرع، كل ما يحتاج له المربي هو جهاز منظم للوقت، يقوم بضبطه بحيث أنه يقوم تلقائيا بإضاءة المصابيح وإطفائها حسب جدول إضاءة مدروس بعناية فائقة وعلى أسس علمية مجربة من قبل الخبراء في هذا المجال.

 

بعد دراسة إستمرت سنوات في موضوع الإضاءة وبعد الإطلاع على الطرق المتبعة من قبل كبار مربي طيور الكناري في العالم قمت بإعداد جدولي السنوي الخاص للإضاءة، أستعمله في تنظيم دورة حياة طيوري. وقد أثبت هذا الجدول فعاليته وخصوصا في الموسم الماضي.

 

قد يبدو الجدول صعب التنفيذ ولكنه ليس كذلك إذا فهمنا الأسس التي إتبعتها في إعداد هذا الجدول، وهي أنني قمت بتثبيت وقت بدء الإضاءة مع موعد اليومي لشروق الشمس وجعلت المتغير هو وقت إغلاق الإضاءة، مراعيا في ذلك عدد الساعات المطلوبة في كل مرحلة من مراحل دورة حياة الكناري.

1 سبتمبر 2009		↑	الطبيعة		عدد الساعات		توقيت المنظم
المرحلة	التاريخ	↔	الشروق	الغروب	الطبيعة	المنظم	التشغيل	الإغلاق
طرح الريش	1 يوليو	↓	04:52	18:52	14,00	14,00	04:45	18:45
طرح الريش	16 يوليو	↓	04:59	18:49	13,50	13,30	05:00	18:30
طرح الريش	1 أغسطس	↓	05:08	18:40	13,32	13,15	05:15	18:30
الراحة	16 أغسطس	↓	05:17	18:27	13,10	13,00	05:15	18:15
الراحة	1 سبتمبر	↓	05:25	18:10	12,45	12,30	05:30	18:00
الراحة	16 سبتمبر	↓	05:33	17:53	12,20	12,00	05:30	17:30
الراحة	1 أكتوبر	↓	05:41	17:34	11,53	11,45	05:45	17:30
الراحة	16 أكتوبر	↓	05:50	17:17	11,27	11,30	05:45	17:15
الراحة	1 نوفمبر	↓	06:01	17:02	11,01	11,00	06:00	17:00
الراحة	16 نوفمبر	↓	06:13	16:52	10,39	10,30	06:15	16:45
الراحة	1 ديسمبر	↑	06:25	16:49	10,24	10,30	06:30	17:00
الراحة	16 ديسمبر	↑	06:35	16:52	10,17	11,00	06:45	17:45
التجهيز	1 يناير	↑	06:42	17:00	10,18	11,30	06:45	18:15
التجهيز	16 يناير	↑	06:43	17:12	10,29	12,00	06:45	18:45
التزاوج	1 فبراير	↑	06:38	17:25	10,47	12,30	06:30	19:00
التزاوج	16 فبراير	↑	06:28	17:38	11,10	13,15	06:30	19:45
التزاوج	1 مارس	↑	06:15	17:48	11,33	13,45	06:15	20:00
التزاوج	16 مارس	↑	05:57	17:57	12,00	14,15	06:00	20:15
التزاوج	1 إبريل	↑	05:38	18:06	12,28	14,45	05,45	20:30
التزاوج	16 إبريل	↔	05:21	18:15	12,54	15,00	05:15	20:15
التزاوج	1 مايو	↔	05:06	18:24	13,18	15,00	05:00	20:00
التزاوج	16 مايو	↔	04:55	18:34	13,39	15,00	05:00	20:00
التزاوج	1 يونيو	↔	04:49	18:43	13,54	15,00	05:00	20:00
التزاوج	16 يونيو	↔	04:48	18:49	14,01	15,00	04:45	19:45

يتناسب هذا الجدول مع التوقيت في الكويت ويمكن للهاوي تعديله حسب المكان الذي يعيش فيه وذلك بمراعاة وقت الشروق والغروب في المكان الذي يعيش فيه. أما إذا وجد الهاوي صعوبة في ذلك فما عليه إلا تطبيق عدد ساعات الإضاءة في "دائرة الضوء" التي إبتكرتها شخصيا لتسهيل الأمور للهاوي، دون الحاجة إلى الكثير من الدقة الموجودة في جدول الإضاءة.

دائرة الإضاءة

 

 

تشتمل دائرة الإضاءة على ثلاثة دوائر أساسية، الخارجية منها هو عدد ساعات الإضاءة اللازمة للكناري، أما الدائرة التي تليها فهي تمثل المراحل الأربعة في دورة حياة الكناري والتي تعرضنا لها سابقا، أما الدائرة الثالثة فهي أشهر السنة الميلادية. فبنظرة سريعة لدائرة الإضاءة يمكن للهاوي أن يصمم جدوله الخاص للإضاءة، ملتزما بعدد الساعات المطلوبة لكل مرحلة.

 

وبهذا فقد تعرضنا بالتفصيل لجميع الأمور التي تهم الإضاءة في حياة الكناري لما لها من أهمية قصوى في حياة الكناري بإعتبارها العامل الأساسي لتربية صحيحة وعلى أسس علمية مدروسة ومجربة من قبل كبار مربي وهواة الكناري في العالم.